ألا فى الفتنة سقطوا !!!!!!!!!!!!!
الحمد لله رب العالمين .....والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ....
سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .....
أما بعد ....
......موضوع اليوم.......
<<<<<<الفتنة>>>>>>
القرطبى:
قوله تعالى: "ألا في الفتنة سقطوا" أي في الإثم والمعصية وقعوا.
أصل الفتن:
إدخال الذهب النار لتظهر جودته من رداءته،
تعريف الفتنة :
أولاً : الفتنة في اللغة :-
قال الأزهري : جماع معنى الفتنة في كلام العرب :
الابتلاء ، والامتحان
وأصلها مأخوذ من قولك : فتنتُ الفضة والذهب ، أذبتهما بالنار ليتميز الردي من الجيد ،
ومن هذا قول الله عز وجل : " يومهم على النار يفتنون " أي يحرقون بالنار .
( تهذيب اللغة 14 / 296 ) .
قال ابن فارس :" الفاء والتاء والنون أصل صحيح يدل على الابتلاء والاختبار "
( مقاييس اللغة 4 / 472 ) . فهذا هو الأصل في معنى الفتنة في اللغة .
قال ابن الأثير : الفتنة : الامتحان والاختبار ...
وقد كثر استعمالها فيما أخرجه الاختبار من المكروه ، ثم كثر حتى استعمل بمعنى الإثم والكفر والقتال والإحراق والإزالة والصرف عن الشيء .( النهاية 3 / 410 ) .
وبنحو من هذا قال ابن حجر في الفتح ( 13 /3 ) .
وقد لخص ابن الأعرابي معاني الفتنة بقوله :
" الفتنة الاختبار ، والفتنة : المحنة ، والفتنة : المال ، والفتنة : الأولاد ، والفتنة الكفر، والفتنة اختلاف الناس بالآراء والفتنة الإحراق بالنار" . ( لسان العرب لابن منظور ) .
: معاني الفتنة في الكتاب والسنة :
1- الابتلاء والاختبار :
قوله تعالى : (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) العنكبوت/2
أي وهم لا يبتلون كما في ابن جرير
2- الصد عن السبيل والرد :
قوله تعالى ( وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْك) المائدة/ من الآية49
قال القرطبي :معناه : يصدوك ويردوك .
3- العذاب :
قوله تعالى :
(ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (النحل:110)
فتنوا : أي عذبوا .
4- الشرك ،والكفر :
قوله تعالى : (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ) البقرة/193
قال ابن كثير: أي شرك .
5- الوقوع في المعاصي والنفاق :
قوله تعالى في حق المنافقين ( وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِي)الحديد/الآية14 قال البغوي :أي أوقعتموها في النفاق وأهلكتموها باستعمال المعاصي والشهوات .
6- اشتباه الحق بالباطل :
قوله تعالى :
( وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ)ألأنفال/73
فالمعنى : " إلا يوالى المؤمن من دون الكافر ، وإن كان ذا رحم به ( تكن فتنة في الأرض ) أي شبهة في الحق والباطل ." كذا في جامع البيان لابن جرير .
7- الإضلال :
قوله تعالى : ( ومن يرد الله فتنته ) المائدة / 41 ،
فإن معنى الفتنة هنا الإضلال .البحر المحيط لأبي حيان ( 4 / 262 )
8- القتل والأسر :
قوله تعالى : (وإن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ) النساء / 101 .
والمراد : حمل الكفار على المؤمنين وهم في صلاتهم ساجدون حتى يقتلوهم أو يأسروهم . كما عند ابن جرير .
9- اختلاف الناس وعدم اجتماع قلوبهم :
قوله تعالى : ( ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة ) أي يوقعوا الخلاف بينكم كما في الكشاف
( 2 / 277 ) .
10 - الجنون :
قوله تعالى ( بأيِّكم المفتون ) .فالمفتون بمعنى المجنون .
11- الإحراق بالنار :
لقوله تعالى : ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ) ( البروج :10 )
قال ابن القيم رحمه الله
الفتنة نوعان:
فتنة الشبهة.......وفتنة الشهوة.....
فـفتنة الشبهات:
[سببها]
من ضعف البصيرة وقلة العلم
وهذه الفتنة مآلها إلى الكفر والنفاق، وهي فتنة المنافقين وفتنة أهل البدع
[كيفية النجاة منها]
ولا ينجى من هذه الفتنة إلا تجريد إتباع الرسول، وتحكيمه في دق الدين وجله، ظاهره وباطنه، عقائده وأعماله، حقائقه وشرائعه، فيتلقى عنه حقائق الإيمان وشرائع الإسلام،
[فتنة الشهوات]
وقد جمع سبحانه بين ذكر الفتنتين في قوله:
{كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاَدًا فَاسْتَمْتَعُواْ بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلاَقِكُمْ}
أي: تمتعوا بنصيبهم من الدنيا وشهواتها. والخلاق هو النصيب المقدر،
ثم قال:{وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُواْ}
فهذا الخوض بالباطل وهو الشبهات.
فأشار سبحانه في هذه الآية إلى ما يحصل به فساد القلوب والأديان؛
من الاستمتاع بالخلاق، والخوض بالباطل،
فالأول : هو البدع وما والاها.
والثاني : فسق الأعمال.
[أصل كل فتنة]
وأصل كل فتنة إنما هو من تقديم الرأي على الشرع، والهوى على العقل.
فالأول: أصل فتنة الشبهة، والثاني: أصل فتنة الشهوة
[كيفية دفع الفتنتين]
ففتنة الشبهات تدفع باليقين،
وفتنة الشهوات تدفع بالصبر،
ولذلك جعل الله سبحانه إمامة الدين منوطة بهذين الأمرين فقال:
{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}.
فدل على أنه بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين.
وجمع بينهما أيضاً في قوله:
{وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}
فتواصوا بالحق الذي يدفع الشبهات،
وبالصبر الذي يكف عن الشهوات.
وجمع بينهما في قوله:
{وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ}
فالأيدي: القوى والعزائم في ذات الله،
والأبصار: البصائر في أمر الله وعبارات السلف تدور على ذلك ...
وقال جاء في حديث مرسل:
إن الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات،
ويحب العقل الكامل عند حلول الشهوات.
فبكمال العقل والصبر تدفع فتنة الشهوة،
وبكمال البصيرة واليقين تدفع فتنة الشبهة،
والله المستعان.
اللهم لا تجعلنا من أهل الشبهات ....والشهوات ...
وإجعلنا من أهل أولى العزم ....والصبر .....
<<<<<اللهم أمين >>>>
منقول